--------------------------------------------------------------------------------
في جديد قضية مقتل هبة إبراهيم العقاد (21 عاماً) ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها السعودية نادين خالد محمد جمال الطالبتين في إحدى الجامعات الخاصة داخل فيلا تملكها الأخيرة في محافظة 6 أكتوبر جنوب القاهرة أول من أمس، كشفت معاينة أجرتها النيابة العامة المصرية في 6 أكتوبر أمس عن وجود دماء الضحيتين في أماكن متفرقة داخل الفيلا المكونة من 3 غرف وصالة وأيضا آثار للدماء على الستائر والنوافذ.
وضعت أجهزة الأمن فى أكتوبر يدها على «خيوط جديدة فى واقعة مقتل ابنة المطربة المغربية ليلى غفران وصديقتها داخل شقة الأخيرة فى «حى الندا» بالشيخ زايد، أفادت التحريات والمعلومات الأولية أنه تم العثور على آثار لأقدام قرب نافذة تؤدى إلى حديقة الشقة، وتبين أن هذه الأقدام لـ«شاب وفتاة». وتكثف أجهزة الأمن فى أكتوبر جهودها لكشف غموض الحادث، وجار فحص قرابة 100 شاب وفتاة من أصدقاء الضحيتين، وجار فحص أرقام الهواتف المحمولة التى أجرتها واستقبلتها الضحيتان ليلة وقوع الحادث.
وانتقل المستشار حماد الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، إلى مكان الحادث فى الحادية عشرة من مساء أمس الأول، وكان برفقته وائل صبرى مدير نيابة الحوادث وطبيب شرعى، وأجرى المعاينة وسط تأمين من أجهزة الأمن فى أكتوبر، قاده اللواء مدير الإدارة العامة للمباحث واللواء رئيس المباحث الجنائية والعميد رئيس مباحث منطقة أكتوبر والشيخ زايد.
وتبين من المعاينة أن الشقة تقع فى الدور الأول بعد الأرضى وهى عبارة عن شقتين مفتوحتين معاً، وأنها تطل على حديقة خلفية مساحتها 300 متر.. والشقة مكونة من صالة كبيرة و«ريسبشن» 4 قطع و3 غرف نوم و2 حمام ومطبخ كبير. وتم العثور على جثة القتيلة نادين خالد جمال الدين، 23 سنة، بجوار سرير غرفة النوم، وكانت ترتدى ملابسها كاملة، واستدعت النيابة المطربة ليلى غفران وخطيب ابنتها وحارس الأمن وعددا كبيرا من زملاء القتيلتين، ولاتزال التحقيقات مستمرة.
وكشفت المعاينة التى أجرتها النيابة عن وجود أثار لأقدام ملطخة بالدماء خاصة بشاب وفتاة على سيراميك الشقة، وتبين أن الآثار امتدت إلى شباك المطبخ ومنها إلى الحديقة الخلفية للشقة ثم إلى السور الخارجى، وعثر رجال المباحث على سكين ملطخ بالدماء بجوار سور الحديقة، وتبين وجود «شعر» لإحدى الضحيتين على السكين، وعثر أحد الضباط على «سنجة» داخل الشقة بجوار جثة القتيلة الأولي، وتبين أنها لم تستخدم.
وقال مصدر أمنى إنها الجريمة الأولى التى يشهدها هذا الحي، وإن المنطقة مغلقة ولا يدخلها غرباء أو لصوص وإن الدخول يتم بعد الاتصال بأحد الساكنين داخل الحي، وأضاف المصدر أن القتيلة «نادين» كانت تستقبل عدداً كبيراً من أصدقائها وزملائها فى الجامعة وأنها سافرت إلى شرم الشيخ والغردقة ودهب 3 مرات فى العام الأخير بصحبة صديق لها، وكان يلازمها كثيراً فى تحركاتها ويتردد عليها فى الشقة، مسرح الجريمة.
وأفادت المعاينتان الأولى والثانية للجثتين أن الضحية الأولى «نادين» تلقت 4 طعنات فى الظهر والبطن والجانب الأيسر أخرجت أحشاءها بالإضافة إلى جرح ذبحى فى الرقبة طوله 5سم، ورجحت المعاينة أن يكون سبب الوفاة، وأنها نتجت عن هبوط حاد فى الدورة الدموية وتبين أن الجروح الطعنية «انتقامية».
وتبين أن هبة إبراهيم العقاد، 23 سنة، ابنة ليلى غفران، تلقت 5 طعنات فى منطقة البطن، كانت على شكل «6» بدأت من أسفل الصدر وانتهت طولية بجوار «السرة»، وتبين أنها تلقت أيضاً طعنتين فى الظهر و4 طعنات فى الفخذ، وأن المتهم المجهول أحدث بها 7 جروح فى اليد، ورجحت المعاينة أن حدوثها أثناء مقاومة الضحية للقاتل.
وتم العثور على سكين ملوثة بالدماء فى الحديقة وعليها «شعر» إحدى الضحيتين وتم العثور على «سنجة» داخل الشقة، وعثرت أجهزة الأمن والنيابة على «ورق بفرة» فى الشقة، وقالت مصادر إنه مخصص للسجائر المحشوة بالحشيش، ونفت المصادر العثور على حشيش أو خمور داخل الشقة، وتبين وجود آثار لحفل صغير وسجائر فى «ريسبشن» الشقة.
وفى التحقيقات قال «على محمد علي» خطيب الضحية «هبة إبراهيم العقاد» ابنة ليلى غفران، أنه تلقى اتصالاً هاتفياً فى الخامسة والنصف فجر أمس الأول من هبة، أخبرته أنها مصابة بجروح داخل شقة صديقتها «نادين خالد» فى الشيخ زايد، انطلق بسيارته إلى الشيخ زايد واصطحب فرد الأمن إلى الشقة مسرح الجريمة، وطرق الباب بقوة واضطر إلى كسره وعثر على خطيبته والدماء تنزف بقوة من أنحاء متفرقة بجسدها.
وأضاف الشاب أنه نقل الضحية إلى مستشفى دار الفؤاد لإجراء جراحة لها وإنقاذها.
وقال حارس أمن بحى الندا فى الشيخ زايد، الذى شارك خطيب الضحية فى نقلها إلى المستشفى، أنه فوجئ بالشاب يأتى إليه وبدت عليه علامات الخوف والقلق، وأخبره أن مجهولاً حاول قتل خطيبته داخل شقة صديقتها «نادين».
أضاف الحارس أنه نقل الضحية إلى سيارة خطيبها وأنها كانت تتحدث إلى خطيبها بكلمات متقطعة، وأنه لم يسألها نهائياً عمن ارتكب الحادث، وأنه كان يبكى بقوة، وهو يقول لها إنها ستكون بخير وأنهما سيتزوجان قريباً وذكرها بـ«العمرة» التى أداها معها منذ فترة. وأضاف الحارس أن الضحية قالت لها إنه تشعر بالبرد وطلبت منه أن يغلق شباك السيارة وأن السيارة كادت أن تنقلب أكثر من مرة.
واستدعى رجال المباحث «رنا محمد» صديقة الضحيتين والتى كانت برفقتهما حتى الحادية عشرة من مساء أمس الأول وأنها عادت إلى منزلها فى منطقة الزمالك وعلمت بتفاصيل الحادث فى ساعة مبكرة من اليوم نفسه.
وأفادت التحريات والتحقيقات الأولية أن ابنة ليلى غفران، تحمل الجنسيتين الإنجليزية والمصرية وأنها كانت تتردد كثيراً على شقة صديقتها القتيلة «نادين» كل فترة، أن والد «نادين» يعمل فى السعودية منذ 20 عاماً ومعه والدتها وشقيقتها الصغرى، 13 سنة، وأن الأب يرسل إليها 5 آلاف جنيه شهرياً.
وتبين أنها تستقبل عدداً كبيراً من أصدقائها من الجنسين فى الشقة وأن رجال الأمن فى الحى يسمحون بالدخول لأصدقاء القتيلة، وتبين أنه توجد 2 كاميرا بالشقة محل الحادث، وأن القتيلة كانت تشاهد زائريها من خلال الكاميرات، ثم تسمح لهم بالدخول، وتبين أن هذه الكاميرات لا تسجل لكنها تلتقط صورة الشخص فقط وأنها لن تفيد جهات البحث.
وقالت مصادر إنه تم العثور على تذاكر طبية، تؤكد أن صاحبة الشقة كانت تعالج من إدمان الهيروين لدى طبيب كبير ومعروف.
الجريمة وقعت فى حى هادئ جداً وهو واحد من أرقى الأحياء التى تضمها مدينة الشيخ زايد.. «حى الندا» يقع على بعد كيلو من مدينة الشيخ زايد و2 كيلو من مول شهير فى المنطقة وعلى باب الحى حراسة متواجدة ليل نهار، تقف على بوابات، ولا يسمح حراسها بدخول أحد إلا إذا اتصل لهم بصديق أو صاحب فيلا أو شقة بالداخل وتقع العمارة رقم «11»، التى شهدت الحادث على بعد 200 متر، من البوابة الرئيسية و100 متر من البوابة الخلفية.
لا أحد يهتم أو يسأل ماذا حدث، هكذا قال مصدر أمنى فى 6 أكتوبر يضيف: كنا نعاين مكان الحادث وفى الحديقة دون أن يظهر لنا أحد أو ينظر من نافذة ليس خوفاً من شيء، لكن هذه طبيعتهم، عكس المناطق الشعبية، تطارد الناس فى النوافذ وأمام المنازل.. أما «حى الندا»، فالأطفال يلعبون بجوار مسرح الحادث، والأمهات يتحركن بهدوء وسط ضحكات عالية، وكأن شيئاً لم يكن.
والد «نادين» حضر من السعودية فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، ودخل بسيارته إلى مسرح الجريمة بعد لحظات من دخول النيابة العامة إلى الشقة فى المعاينة الثانية، وكان «الأب» عصبياً وصرخ فى وجه حارس أمن البوابة الرئيسية وطلب منه عدم دخول صحفيين داخل الحى، وحضرت سيارة إسعاف فى الثانية عشرة مساء ونقلت الجثتين إلى مشرحة زينهم لـ«التشريح»، تنفيذاً لقرار النيابة العامة.
وقال بعض جيران القتيلتين فى التحقيقات إنهم سمعوا أصوات مشاجرة فجر أمس الأول، استمرت قرابة 10 دقائق ثم توقفت الأصوات «تماماً» وقال أحدهم لرجال المباحث إنه لم يتوقع أن تتبع هذه الأصوات جريمة قتل. وقال مصدر أمنى إنه تم تشكيل فريق بحث تم تقسيمه إلى مجموعات، تتابع الأولى أصدقاء القتيلين والثانية لفحص ومراقبة التليفونات والثالثة مع الأسرتين والرابعة مع أمن «حى الندا».
صباح أمس، توجهت أسرة الضحية نادين إلى مشرحة زينهم واستلمت الجثة بعد صلاة الجمعة وأدت عليها الصلاة فى مسجد السيدة نفيسة، وتحركت الجنازة فيما بعد إلى مدافن الأسرة فى حلوان، وتبين أنه حضر قرابة 20 رجلاً بينهم والدها وعمها و3 سيدات ولم تكن والدتها من بين الحاضرات، بينما خرج العاملون من المشرحة أكثر من مرة وهم يبحثون عن أسرة «هبة» ابنة ليلى غفران، ولم يجدوا أحداً فى الثانية من ظهر أمس.