نداء الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولموج الغلا

 

 ماذا لو صرنا ابطال ندفع الثمن؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فجر الياسمين
نـداء نشيط
نـداء نشيط
فجر الياسمين


انثى عدد المساهمات : 62
العمر : 51
تاريخ التسجيل : 28/06/2008

ماذا لو صرنا ابطال ندفع الثمن؟ Empty
مُساهمةموضوع: ماذا لو صرنا ابطال ندفع الثمن؟   ماذا لو صرنا ابطال ندفع الثمن؟ Emptyالأحد 11 أبريل 2010, 13:11

ليلة عيد مقمرة اشتريت هدية يحتضنها صندوق أزرق
وشرائط حمراء مُبتهجة
حملتها لأضعها بين كفي طفلي الصغير
وأخر العنقود المُدلل
إخترتها وفق مايحب فهو يميل لـ ساحة البطولات والمغامرات
كانت تحوي رجال حرب وأحصنة وقلاع صغيرة

ذهبت إلى غرفته
بعد أن خبأتها خلف ظهري
أنظر له مُبتسمه
فـ يقفز في فرح قائلاً : معكِ هدية؟!!
ضحكت كـ ضحك السوسن لوجه الفجر وناولته هديته
أخذها بلهفة يكاد يحلق فرحاً
وأنا أنظر للذة العيد في ثغره
ومفاجأت الفرحة تتكاثر في صدره
تذكرت أعياد مرت في طفولتي
وكيف كانت لذة العيد في قلوب الصغار تختبئ في صندوق هدية
وتفرقع في قُبلة صغيرة وتنتشي بقطعة حلوى



وفي احدى الأيام وعندما كنت في غرفتي أشد ستارة نافذتي المُبقعة بـ قطع الضباب ِأشتم رائحة الشمس وألملم أشلاء همي من بين فصول السماء

أتاني مهرولاً يبكي بدموع أشبه بـ البلور
وبيده أحد رجال لعبته واليد الأخرى يحمل بها قدم الدمية مكسورة
كان الإحباط الشديد يسيطر عليه ويخبرني بأنه لايستطيع إعادت القدم لمكانها
فقد إنكسرت تماماً
كان يقلبها أمامي بحزن غامق وهو يقول لي :كيف أُعيدها
إنها لن ترجع مثل ماكانت ساعديني أرجوكِ إبحثي معي عن حل

أخذت اللعبة من يده وعيناي تتفحص تقاسيم وجهه الأبيض من أي هم وأهدابه المبلولة بـ ترقب
لا أطيق رؤية ظلال الألم فوق وجنتيه

بدأت أقلبها ووجدت بالفعل أن أمر إيعادتها مستحيل
وكنت غارقة في حيرة كيف لي أن أهون عليه
وأمسح دمعته النقية
حاولت أن أسرع بجلب فكرة تستدرك قهره

قلت له : حبيبي إعتبر هذا الرجل تعرض لإصابة عدو
وبُترت رجله وأجعل معه عكاز ليتميز عن البقية
فهو دفع ثمن شجاعته في الحرب

لم أُكمل حديثي حتى أخذ اللعبة من يدي سريعاً كـ طير إلتقط قشة وطار بها
يضحك والدموع في عينيه تحولت من بركة مضطربة
إلا ضوضاء من الضياء


ذهب من أمامي عائداً لعالمه الصغير
أرى على ملامحه موت الإحباط وتقهقر اليأس في صوته
بقيت أنظر إليه وهو يحرك تلك الدمى ويلهو بها
وبقيت أنا بين شعوري بالسعادة لسعادته
وبين تفكير عميق سرح بي إلى أبعد من حدود اللهو
وبراءة الأطفال

حيث نكون نحن الكبار في بؤرة الضيق
لأجل أمر ما قد يُكدر صفونا
ويعكر أيامنا
ويشل حركتنا

ماذا لو رممنا تلك الإنكسارات
وأصبحنا أبطال ندفع الثمن في ساحة الحياة؟


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ماذا لو صرنا ابطال ندفع الثمن؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نداء الحب :: 

منتديات نداء الحب الادبية والثقافية  :: منتدى نــداء الحب لبوح الخواطر والأقلام

-
انتقل الى: